« إن هذه الفاجعة كانت أساساً لتمثيل المسرحية الأليمة سنوياً ، ليس في ايران التي تعتبر العقيدة الشيعية مذهباً رسميا فيها فقط ، بل في كثير من البلاد الآسيوية التي يتيسر فيها وجود المسلمين الشيعة أيضاً. وقد شاهدت هذه المأساة تمثل أمامي مرات عديدة في ايران ، ولذلك يمكنني أن أعترف وأقر بأن الاستماع الى ولولة النساء الصارخة ، ومشاهدة الحزن الذي يغشى الرجال كلهم ، يؤثر تاثيراً عميقاً في المرء بحيث لا يسعه إلا أن يصب نقمته على الشمر ويزيد بن معاوية ، بقدر ما يصبه سائر الناس الحاضرين. والحقيقة أن هذه المسرحية الأليمة تدل على قوة عاطفية جامحة تمتلئ بالحزن والأسى الذي لا يمكن أن تقدر بسهولة ، وأن المناظر التي شهدتها بأم عيني ستبقى غير منسية في مخيلتي ما دمت في قيد الحياة ».
٩ ـ وجاء في الصفحة «٧» من مجلة « نامه استان قدس رضوي » العدد المؤرخ ١٣٩١ هـ ، وهي المجلة التي تصدرها باللغة الفارسية سدانة مشهد الامام الرضا في خراسان ، ضمن مقال طويل ما ترجمته :
« كان البويهيون من الشيعة المخلصين وقد بذلوا جهدهم من الصميم لنشر المذهب الشيعي واشاعة أحكامه ومبادئه. وقد نقل المؤرخون أن إقامة شعائر المأتم الحسيني وإحياء ذكرى مصائب آل علي عليهمالسلام وإنشاد المراثي وإقامة العزاء على الحسين الشهيد قد راجت رواجاً عاماً في إيران لأول مرة على عهد البويهيين ، كما أن أحمد معز الدولة رحل من ايران الى بغداد سنة «٣٣٤ هـ» وأعلن المذهب الشيعي فيها رسمياً ، وأمر بلعن معاوية على المنابر في بغداد ، كما أمر سنة «٣٥٢ هـ» بإقامة الحداد على الحسين يوم عاشوراء وغلق الحوانيت والأسواق فيه ، ولبس الناس في هذه اليوم السواد وناحت النسوة فيه على الحسين مشعثات الشعر ».