__________________
صورته رقاد النوم والوسنان ويقطع إيثار معرفته إسراع نجح حاجته العجلان وانطبع أنوار صفته غررا في وجوه الأيّام وتحجيلا وحجولا في أطراف الزمان فهو يصح مزاج القلب السقيم ويلفح نتاج اللبّ العقيم ويهدي معتقديه إلى صراط المستقيم ويهدي إليهم أجرهم في الآخرة بالنعيم المقيم ، وهذه الخلال مع كمالها في إبداء أوصافه وإجلال مقامه في مرتبع الأطوار مصطافة تستردف من نعوته التي شرفه بها يربو على شرفه بهاشمه وعبد منافه ما محلّه عند الله تعالى في المقام الأمين ذرى وجهه وشرف اعترافه. فيا أيها الطالب للاهتداء بهداه الراغب في الاقتداء بتقاه ومن لو قدره حق قدره لأتاه ولو سئل بذل جهده في هواه لأتاه شعر :
أصح واستمع آيات وحي تنزّلت |
|
بمدح إمام بالهدى خصه الله |
وفي آل عمران المباهلة التي |
|
بإنزالها أولاه بعض مزاياه |
وأحزاب حميم وتحريم وهل أتى |
|
شهود بها أثنى عليه فزكاه |
وإحسانه لمّا تصدق راكعا |
|
بخاتمه زلفيه في نيل حسناه |
وفي آية النجوى التي لم يفز بها |
|
سواه سنا رشد به تم معناه |
وأزلفه حتى تبوّء منزلا |
|
من الشرف الأعلا وآتاه تقواه |
وأكنفه لطفا به من رسوله |
|
بوارق اشفاق عليه فرباه |
وأرضعه أخلاف أخلاقه التي |
|
هداه بها نهج الهدى فتوخاه |
وأنكحه الطهر البتول وزاده |
|
بأنك مني يا علي وآخاه |
وشرفه يوم الغدير فخصه |
|
بأنك مولى كل من كنت مولاه |
ولو لم يكن إلا قضية خيبر |
|
كفت شرفا في مأثرات سجاياه |
واعلم أن جملة هذه الآيات المتلوة ووجوه هذه الأبيات المحلوة قد اشتملت على عدّة من مناقبه (ع) فمنها ما تقدم بيانه وهي آية المباهلة : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ) إلى آخرها وآية الأحزاب : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وآية حمعسق : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وآية التحريم : (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) ، بأبلغ بيان وأتم تفسير