__________________
للناس الخيرة في نفيها كما ليس لهم الخيرة في غيرها من سائر أحكام الله لا سلبا ولا إيجابا.
وهناك كثير من النصوص الواضحة التي ساقوها على ألسنة أئمتهم في هذا المجال ومنها ما أسندوه إلى الامام محمد الباقر. سئل : ما الحاجة إلى الإمام؟ قال : ليرفع الله العذاب عن أهل الأرض ، قال تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) (٣٣ ـ الأنفال ٨) فقد استشهد إمامهم الباقر بهذه الآية التي تشير إلى النبي في معرض الإمامة لأن الإمامة في نظر الشيعة خلافة عن النبي ، قائمة مقامها إلا في نزول الوحي.
ومنها ما نسبوه إلى الإمام جعفر الصادق ، رواه عن أبيه عن جده مرفوعا إلى النبي متلقيا إياه عن ربه من الحديث القدسي : يا محمد لم أترك الأرض إلا وفيها عالم يعرف طاعتي وهداي ويكون ظهوره فيما بين قبضة النبي إلى خروج النبي الآخر ، ولم أكن أترك إبليس يضل الناس وليس في الأرض حجة وداع إلي وهاد إلى سبيلي وعارف بأمري ، وإني قد قضيت لكل قوم هاديا أهدي به السعداء ويكون حجة على الأشقياء.
ومنها ما نقلوه من صحيفة السجاد زين العابدين : لم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيما ظاهر مشهور أو غائب مستور ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها ، ولو لا ذلك لم يعبد الله.
وإذ قد سألوه كيف ينتفع الناس بإمام مستور؟ أجاب : كما ينتفعون بالشمس إذا سترتها السحاب.
وما رووه عن الإمام القائم يفسر نظريتهم في وجوب النص على الإمام دون تركه إلى انتخاب الناس أو اختيارهم : قيل له : أخبرني عن العلة التي تمنع الناس من اختيار إمام لأنفسهم ، قال : مصلح أو مفسد؟ قيل : بل مصلح ، قال : هي العلة أبديها لك ببرهان يقبلها عقلك ، قال : نعم ، قال : أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله وأنزل عليهم الكتاب وأيدهم بالوحي والعصمة إذ هم أعلام الأمم وأهدى إلى ثبت الاختيار ، ومنهم موسى وعيسى عليهماالسلام ، هل يجوز مع وفور عقلهما وكمال علمهما؟ إذا