ـ وفي الوقت نفسه ـ هو الظالم الخصم العنيد الذي لا يتركه يرتع ويسرح ويمرح ويتمرغ في تجاوزاته .
وإذا رأينا ما يوهم بظاهره الإِستجابة لمثل هذا الظالم ، أو تركه فإنما ذلك لأنه من مصاديق الآية الكريمة :
( إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) (١) .
وإذاً فليس التغاضي من باب الاقبال ، والقبول .
وإذاً : فتصفية النفس والاقبال في الدعاء هي مفتاح الطريق الموصل الى الله ، ورحابه الطاهرة ليجد الداعي من ربه اذناً صاغية ، ونداء يحسن بنغماته العذبة تهدهد سماعه وهي تقول :
بشراك أيها الداعي اقبلت على ربك ، فأقبل ربك بوجهه عليك ـ ومن اداب الداعيَ : الإِلحاح في الطلب ، فعن الإِمام الصادق عليه السلام قوله « ان الله عز وجل كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة ، واجب ذلك لنفسه ان الله عز وجل يحب أن يسأل ، ويطلب ما عنده » (٢) .
وفي حديث آخر : « رحم الله عبداً طلب من الله عز وجل حاجة ، فألح في الدعاء » (٣) .
ويأتي الإِلحاح في قائمة آداب الداعي نتيجة تعلق الشخص بمطلبه الذي يريد تحققه من ربه ، وفي الإِلحاح بعد كل هذا زيادة
__________________
(١) سورة آل عمران : آية (١٧٨) .
(٢ ـ ٣) أصول الكافي : كتاب الدعاء باب الالحاح في الدعاء ، والتثليث / حديث ٤ ـ ٦ .