أيديكم عنان السماء ، وتكل السنتكم عن الدعاء ، فاني لا أجيب لكم داعياً ، ولا أرحم لكم باكياً ، حتى تردوا المظالم الى أهلها ، ففعلوا فمطروا من يومهم . وربما عقب البعض على هذه الاحاديث المتضمنة لهذه القصص بانها غير نقية السند ، فلا اهمية لها من حيث النقل .
ونجيب على هذا الإِعتراض : بأن الموضوع لا تعلق له بحكم شرعي ليتوخى الفقيه في مقام إستنباط الحكم الشرعي ان يفحص السند ، والسلسلة التي توصل الخبر الى المعصوم عليه السلام ليتصل منه الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومنه الى لوح التشريع ، بل القضية تدور حول تصفية الداعي وتنقيتها بالتوبة ، وعدم العود الى المخالفات ، وما نقلناه في هذا الصدد من قصص بني اسرائيل ، وغيرهم ، او ما هو موجود من مثل هذا التعبير يلاحظ فيه المضمون اذا كان عالياً ، ويشرح نفسه بنفسه ، ويؤكد على صحة مضمونة .
ـ وعلى سبيل المثال ـ ففي القصتين المذكورتين نرى آثار الصحة عليهما بادية فإن من رفع يداً ملطخة بالدماء ، وملأ بطناً من الحرام ماذا يأمل من ربه ، وهو العادل فهل يأمل الإِجابة ، والعطف عليه ؟ وهكذا من تعدى على حقوق الآخرين ، وظلم فهل يؤمل لمثل هذا ان يؤمن الله على دعائه ، ويستقبله بوجه يقبل عليه فيه ؟
وحاشا لله ان يظلم أحداً ، أو يقبل بوجهه على من كانت هذه أفعاله ولي ولكل أحد ان يجيب : بلا ، ويلحقها بما شاء من أدوات النفي . إن الله عز وجل عادل ، وهو بصير بعباده ، وهو للمظلوم نعم العون فلا يجامل شخصاً هذه أحواله ، ويستجيب له دعواته .