وتلقىٰ هذه الكلمات الإِجابة من ربه ، وإذا بمكة ذلك الوادي الموحش المقفر يحج اليها الناس في كل وقت ، ومن كل فج عميق .
ولو لاحقنا المشاهد الاخرى لقصص ابراهيم لرأينا الدعاء لا ينفك عن لسانه عند بناء البيت ، وفي غير ذلك من مشاهد حياته ، وضراعة لأجل تثبيت دعائم التوحيد .
نظرة الأديان السماوية الى الدعاء :
كان الغرض من نقلنا لقصتي آدم ، وإبراهيم « عليهما السلام » هو عرض نماذج من صور الدعاء التي صدرت منذ بدء التاريخ الإِنساني في عهده القديم مما يعطينا فكرة واضحة عن قدم الدعاء بقدم الإِنسان ، وانه لا مجال لإِنكار هذه الحقيقة من الجهة التاريخية .
أما نظرة الأديان السماوية الى الدعاء ، فإن الأديان التي جاءت بها السماء نرى كلها تحث على الدعاء ، والالتجاء الى الله عز وجل ومناشدته ، ومناجاته ، وها هي قصص الأنبياء تزخر بالأدعية التي وردت على لسان كل نبي سواءً في الدعاء على قومه ، أو لصالحهم فالكل دعاء ، وتضرع ، وطلب من الله ، ورغبة اليه في تحقيق شيء يريده الداعي .
وتتناقل الكتب كثيراً من المناجاة التي كان الأنبياء يناجون بها ربهم ، والاحاديث الواردة من الله لهم في فضل الدعاء ، ومنزلة الداعي وأن الله لا يخيب من دعاه ومن التجأ إليه . .
ولولا خوف الإطالة ، والخروج عن صلب الموضوع لعرضنا الكثير من ذلك .