( يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) (١) .
وأُسرع اليك في المبادرين » .
والجملة عطف على ما سبقها من قوله : « أسرح اليك » أي أسرع في الاتيان اليك . ولكن الذي تلمح اليه هذه الفقرة هو الترقي عن أمنية الداعي في العمل على السبق في ميادين السابقين ، بل يريد الداعي أن ينال قصب المبادرة ، وهي المعاجلة . فبدر الى الشيء ، بمعنى : عاجل اليه ، فهذه المعاجلة هي التي يريد الداعي أن يوفقه الله اليها ، ومعناه أدق من معنى « سبق اليه » .
« وأشتاق الى قربك في المشتاقين » .
فالشوق الى قربه ، والحنين له عز وجل هو نوع من العبادة ، بل هو معنى العبادة إذ ليست العبادة الحقيقية هي القيام ، والقعود بل هي المعنى الذي ترمز اليه هذه الأفعال من الخضوع ، والإِطاعة والتقرب الى ساحته المقدسة :
« وأدنو منك دنو المخلصين » .
الذين يعبدونه لوجهه ، وشوقاً اليه لا يعتري عملهم رياء ولا تملق الى آخرين ، بل كل ما يقدمونه لوجهه تعالى :
( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) .
فالعبادة لغيره شرك . والرياء ، وإظهار العمل تقرباً الى الغير
__________________
(١) سورة الشعراء : آية (٨٨ ـ ٨٩) .