فلو لم يكن عمل لما عرفت لذة التوفيق .
ولو لم يكن ذنب لما عرف طعم للغفران ، والرحمة .
ومع كل هذا ولتحقيق الأخذ بهذا القول لا بد لنا من البحث حول الدعاء ومواكبة المسيرة الدعائية على الصعيدين : التاريخي ، والواقع الخارجي لنحيط بالموضوع إحاطة كاملة ، ولنثبت أن الدعاء من الحقائق الثابتة ، ولا إمكان لرفضه ، ولا للأخذ به مطلقاً كما تقوله الجماعة الأولى .
ونقصد بالجانب التاريخي : ملاحظة حال الدعاء ، وهل أنه من القضايا المستحدثة ، أو أن له تاريخه القديم ، وهل يحظى تأييد بعض الديانات دون البعض الآخر أم أنه مما تقول به كافة الأديان السماوية .
أما البحث عن الجانب التاريخي الخارجي فيلاحظ فيه حال الدعاء ، ومدى ضرورته للإِنسان ، ومدى تعلق الشخص به على الجانبين العبادي ، والأَجتماعي .
١ ـ المسيرة الدعائية تاريخها :
من استعراض الآيات
القرآنية ، والحوادث التاريخية بالإِمكان القول : بإن الدعاء عرف منذ اليوم الأول لتاريخ الإِنسان الأول آدم « عليه السلام » فالذي يواكب القرآن الكريم يرى أن آدم هو أول من دعا ، وتضرع الى الله من أبناء هذه الأرض حيث حكى القرآن قصته مع إبليس بعد ما حذره الله ، وزوجته حواء من الاقتراب الى شجرة معينة في الجنة ، وعدم الأكل منها وموضوع العداء الذي نشب