بالدعاء والحث عليه ، وانه سيجد منه أذناً صاغية وقلباً مفتوحاً يقطر عطفاً وحناناً . ولكن على الداعي أن يعلم بأن هذا الكون يسير على نظام دقيق ، وان هناك بشراً يعيشون مثله لهم أيضاً رغبات كرغباته ، وقد تختلف في مثل هذه الحالة مصالحهم ، وفي صورة الاختلاف لأي منهما الترجيح . كل ذلك لا بد من رجوعه إلى عين ساهرة ترعى الجميع ولا تقدم البعض على حساب الآخرين .
الطائفة الرابعة ممن يقولون بالرفض :
وهؤلاء هم : القدريون الذين يتقيدون بإن كل شيء في هذه الحياة من خير أو شر ، مقدر على الإِنسان يراه بدون تخلف ، وحينئذ اذا كان الأمر مقدراً على الإِنسان أن يلاقي ما كتب له فما هو معنى الدعاء والتضرع ؟ بل لا بد من الإِنتظار ، وتوقع ما هو مكتوب عليه سواءً كان ذلك المقدر خيراً ، أو مما هو من القضايا التي تجلب الويل عليه .
الرد على هؤلاء :
وهو أنا سوف نتعرض في ضمن شرح الفقرة الآتية من الدعاء « وأسعده على ذلك القضاء » ـ لبيان معنى كلمة القدر ، وما يراد من ذلك .
ولكن وعلى سبيل الإِختصار نقول :
بإن القدر : إنما هو تقدير الشيء ، وتدبيره . وبعد هذه المرحلة تأتي مرحلة القضاء ، وهي مرحلة التحقق لما قدر ، ودبر ، أو الحتمية لما قدر ، ودبر .