إلي ، وأشتاق إليهم ، ويذكرونني وأذكرهم ، وينظرون الي وأنظر اليهم ) .
قال الصديق : يا رب ما علامتهم ؟
قال عز وجل : يراعون الظلال بالنهار كما يراعي الواعي الشفيق غنمه ويحنون الى غروب الشمس ، كما تحن الطيور الى أوكارها عند الغروب . فإذا جنهم الليل ، وإختلط الظلام ، وفرشت الفرش ، ونصبت الأسرة ، وخلا كل حبيب بحبيبه نصبوا الى أقدامهم ، وافترشوا لي وجوههم ، وناجوني بكلامي ، وتملقوني بأنعامي . فبين صارخ ، وباكٍ ، ومتأوهٍ ، وشاكٍ . وبين قائم ، وقاعد وبين راكع وساجد . بعيني ما يتحملون من أجلي ، وبسمعي ما يشتكون من حبي . أول ما أعطيهم ثلاثاً :
أقذف من نوري في قلوبهم ، فيخبرون عني كما أخبر عنهم .
والثانية : لو كانت السماوات والأرض ، وما فيهما في موازينهم لاستقللتها لهم (١) .
والثالثة : أقبل بوجهي عليهم . أفترى من أقبلت بوجهي عليه يعلم أحد ما أريد أن أعطيه ؟
هذا الحب المتبادل بين العبد وربه ، وبين الحبيب وحبيبه ، لا يعرف طعمه إلا أولئك الذين قال فيهم : « أقبل بوجهي عليهم » .
ولا يدركه إلا من وصل الى المدارج التي تؤهله لان يقول الله في
__________________
(١) المحجة البيضاء : ٨ / ٥٨ ـ ٥٩ / منشورات مكتبة الصدوق .