الخاص من رحم المرأة ليحافظ عليها في تمام المدة المعينة .
وبعد هذا يبدأ تحول هذه النطفة الى « علقة » لتصبح في دور يمكنها من التغذية بما يقدمه الرحم لها من دم .
ومن دور كونها علقة تتحول الى دور كونها « مضغة » وهي القطعة من الدم الغليظة ، ومن ثم ، أن تأخذ المضغة مجراها الطبيعي في التغذية تشتد لتكون عظاماً رخوة في مبدئها ثم تتصلب ، ويأتي بعد ذلك دور الإِكساء باللحم ، فيكون هذا الحيوان « حميلاً » فإن اسم الحمل يطلق على البيضة في الأسبوعين الأولين . وفي الأسابيع الأثني عشر التالية يطلق عليه اسم « الجنين » . أما بعد ذلك فيطلق عليه اسم « الجميل » .
وقد تضمنت كثير من الموسوعات الطبية كشفاً يبدأ من الشهر الأول للحمل لينتهي به في الشهر العاشر ، وبينت فيه قطر الحمل ، وطوله وصفاته ، وغذاءه ، ووزنه في كل شهر من تلك الشهور (١) .
ولسنا في صدد بيان كيفية تكوين الإِنسان من مبدئه على الشكل الدقيق الى بقية أدوار حياته عندما يرجع الى أرذل العمر ليستقبله التراب مرة أخرى بعد أن كان منشأه منها ، بل المهم بيان ما يتعلق بهذه الفقرة من بدء خلق الإِنسان بهذا التنظيم الدقيق ، وإعطاء صورة من نعم الله عليه حيث صوره ، فأحسن صورته ، وتدرج به بهذه المراحل التي
__________________
(١) لاحظ لهذه البحوث مفصلاً الموسوعة الطبية الحديثة : مادة ( جنين وتناسل ) ج ٤ و ١٣ ، وكذلك من علوم الطب في الاسلام : ٢٢ ـ ٣٣ .