والذي يظهر من مجموع
الآيات الكريمة أن عملية تكوين الإِنسان بدأت على مرحلتين :
١ ـ مرحلة خلق
الإِنسان الأول ، وهو آدم ، وحواء .
٢ ـ وهي مرحلة خلق
البشر من هذين : آدم ، وحواء .
أما المرحلة الأولى : فالآيات الكريمة عبرت مرة بإن خلقه كان
من تراب ، وأخرى : من طين .
وسواءً كان المبدأ هو
: التراب ، أو الطين ، فإنهما شيء واحد ، وينبيء هذا عن أن جسم الإِنسان الأول ( آدم ) يتكون من نفس المواد الأولية التي تتكون منها التربة ، وان كان الطب الحديث لم يتوصل لحد الآن لحل هذه القضية من كيفية خلق هذه المادة .
أما المرحلة الثانية
: فقد عبرت الآيات
الكريمة عنها بان خلق الإِنسان من آدم كان من ( ماء مهين ) .
ولكن كيف تبدأ هذه
المسيرة الحياتية ، وتتطور . ذلك ما تفصله لنا الآيات الكريمة في قوله تعالى :
(
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ )
إلى آخر الآية السابقة .
وفي هذه الآية بدا
لنا واضحاً المراحل التي يمر بها الإِنسان من اللحظة الأولى من تكونه الى تمام خلقه ، وان هذه المراحل تبدأ من : نطفة إلى علقة ، إلى مضغة ، إلى عظام . ومن ثم تأتي مرحلة الإِكساء اللحمي بعد تكون العظام ليكون الجنين تاماً مستعداً للانتقال من بطن أمه الى هذه الدنيا واذا ما أردنا أن نتناول الموضوع بشيء من