إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أضواء على دعاء كميل

264/464
*

والذي يظهر من مجموع الآيات الكريمة أن عملية تكوين الإِنسان بدأت على مرحلتين :

١ ـ مرحلة خلق الإِنسان الأول ، وهو آدم ، وحواء .

٢ ـ وهي مرحلة خلق البشر من هذين : آدم ، وحواء .

أما المرحلة الأولى : فالآيات الكريمة عبرت مرة بإن خلقه كان من تراب ، وأخرى : من طين .

وسواءً كان المبدأ هو : التراب ، أو الطين ، فإنهما شيء واحد ، وينبيء هذا عن أن جسم الإِنسان الأول ( آدم ) يتكون من نفس المواد الأولية التي تتكون منها التربة ، وان كان الطب الحديث لم يتوصل لحد الآن لحل هذه القضية من كيفية خلق هذه المادة .

أما المرحلة الثانية : فقد عبرت الآيات الكريمة عنها بان خلق الإِنسان من آدم كان من ( ماء مهين ) .

ولكن كيف تبدأ هذه المسيرة الحياتية ، وتتطور . ذلك ما تفصله لنا الآيات الكريمة في قوله تعالى :

( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ) إلى آخر الآية السابقة .

وفي هذه الآية بدا لنا واضحاً المراحل التي يمر بها الإِنسان من اللحظة الأولى من تكونه الى تمام خلقه ، وان هذه المراحل تبدأ من : نطفة إلى علقة ، إلى مضغة ، إلى عظام . ومن ثم تأتي مرحلة الإِكساء اللحمي بعد تكون العظام ليكون الجنين تاماً مستعداً للانتقال من بطن أمه الى هذه الدنيا واذا ما أردنا أن نتناول الموضوع بشيء من

left