وتغلظ العظام الطويلة عند أطرافها ، وهو تنظيم يفيد في إثقال الوزن ، والجهد من قصب العظام الى المفاصل ، وتتكون الأطراف الغليظة اكثر ما تتكون من النسيج الاسفنجي .
أما العظام المسطحة : فيغلب أن تكون منحنية لتهيء سطحاً واسعاً لإِتصال العظام بها (١) .
وتتوسع كثير من الموسوعات الطبية في تقسيم العظام ، وبيان أقسامها ، وخصوصياتها ، وخوفاً من الخروج عن الصدد لكان بالإِمكان إعداد تقرير وافٍ عنها .
وعلى أي حال : من هذا العرض لبيان حقيقة العظم وتركيباته ، تظهر لنا الدقة المتناهية في هذا التركيب الذي يشكل الهيكل الأساسي للبدن بما فيه من أنسجة ، والياف ، وغضاريف ويلتفت الداعي الى بديع صنع الله ، ونعمته عليه لذلك يتوسل اليه أن يرحم هذا الجهاز الدقيق الذي يدل التعمق فيه على قدرته ، وعظمته فمن الحيف أن يكون هذا الجهاز الدقيق أكلةً للنار ، وطعمة للحريق ، والتعذيب .
وصحيح أن الإنسان جنى على نفسه ، ولكن عفو الله أشمل .
والى هنا ينتهي المقطع الأول من هذا الفصل .
« يا من بدأ خلقي » .
وبهذه الفقرة يبدأ المقطع الثاني من الفصل حيث يستعرض الداعي أيادي الله عليه فيذكره بها لتكون منة أخرى منه عليه .
__________________
(١) لاحظ الموسوعة الطبية الحديثة : ج ١٠ ص (١٣٩٧ ـ ١٣٩٨) وكذلك من علوم الطب في الاسلام : ٢٢ ـ ٢٧ .