وللأدمة بروزات في داخل البشرة تتكون منها نتؤات تسمى ( الحليمات ) وفي هذه الحليمات تنتهي الأعصاب التي تمتد خلال الأدمة ، وعن طريق هذه الأعصاب يحدث الشعور بمختلف الإِحساسات الجلدية مثل : اللمس ، والألم ، والضغط ، والحرارة والبرودة (١) .
هذا الجلد المكون من أنسجة ، وأوعية دموية . وهو مجموعة أعصاب رقيقة يحق للداعي ان يتوسل الى ربه في عدم تعريضه للحرق بالنار وللداعي الحق في أن يضج في التوسل الى الله تعالى في أن يرحم رقة جلده بعد ما رأى الله عز وجل يخبر عن مجازات المذنبين في الآية الكريمة : ( كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ) (٢) .
كلما نضجت جلودهم . . . بدلناهم جلوداً غيرها ، وهكذا تستمر عملية التعذيب تبعاً لعظم الذنب ، وحجم الجريمة .
وهكذا وقبل أن ننتقل الى الفقرة التالية يحسن بنا التطرق الى مشكلة تبديل الجلد بعد نضجه حسبما جاء في منطوق الآية . فما معنى تعذيب الجلد الجديد مع أنه ليس هو الجلد الذي كان حين العصيان إن هذا الجلد لم يكن موجوداً حين عصى البدن ، وصدر منه الذنب فما ذنبه ليحترق ، وليأتي غيره ، ويحترق بعد احتراق هذا ، وهكذا إذاً فلنستمع الى محاورة جرت بين الإِمام الصادق « عليه السلام » وإبن أبي العوجاء في هذا الموضوع .
__________________
(١) لاحظ الموسوعة الطبية الحديثة : مادة جلد / جزء (٥) ص (٦٦٤) .
(٢) سورة النساء : آية (٥٦) .