وبتعبير أوضح : ان المستفيد من مجموع هذه الآيات ، والأخبار أمران ، وكلاهما مورد للجدل ، والنقاش .
الأمر الأول : إن الحياة عنصر مقوم لكل شيء في هذه الحياة ، وإن كانت حياة بعض الموجودات تختلف عن حياة البعض الآخر لأن التسبيح الذي ثبت لكل شيء في هذا الكون بنص الآيات والأخبار ، يقتضي الحياتية المذكورة لأن التسبيح لا بد له من مسبح .
الأمر الثاني : ان لكل شيء في هذا الكون بما في ذلك الذرات في الهواء ، وكل صغير ، وكبير حيوان أو جماد ، تسبيح خاص ، وقد كثر الجدل ، والنقاش حول هاتين الحقيقتين تسليما من فريق من العلماء ، ورفضاً من الفريق الآخر .
ويعتمد من يقول بالرفض على عدم الإِعتراف بان للجمادات ، أو الذرات في هذا الكون من الحياتية ما يؤهلها لأن تقوم بدور التسبيح لله عز وجل .
هذا لو تجاوزنا القول بان التسبيح مقتصر على الإِنسان لأنه الحيوان الناطق ، وجعلناه شاملاً لكل ذي روح ، وان لم يكن نطقاً .
وفي مقام الجواب عن هذين الأمرين نقول :
أما عن الأمر الأول : وهو التصديق بحياتية الموجودات ، فإن مشكلتنا الأساسية في مثل هذه المواضع هي تصلب البعض في اخضاع أغلب ما يمت الى الأحكام الشرعية ، أو العقيدة الى المكتشفات العلمية بعد توجه المجاهر العلمية عليها . وطبيعي أن هذه المجاهر لا تقر بان للجمادات التمتع بالحياة كما هو الحال بالنسبة