فالبدن الصحيح له المناعة الكافية عن تلقي الأمراض التي تخز به وتكون سبباً في علته ، أو هلاكه ، ومتى حافظ الإِنسان على الارشادات الصحية كانت مناعته البدنية كافية لصد الأمراض . أما لو خالف ، وأهمل صحته ، فان ذلك معناه عدم مقاومة الجسم لصد أي مرض ، وهجومها عليه ونتيجة ضعف المناعة ، وانعدامها .
وهذا الإِنسان نفسه كما أودعه الله في أصل تكوينه المناعة الجسمية كذلك أودعه المناعة من الوقوع في الموبقات ، والرذائل ، والتي تكون سبباً في هلاكه أخروياً من لطف الله ، وجنته ومن ثم دخوله النار .
هذه المناعة أودعها الله عباده بمنحهم جوهرة العقل ، وهداهم النجدين (١) حيث أبان لهم طريق الخير كما أوضح لهم طريق الشر فإن أعمل الإِنسان عقله ، وامتثل أوامر ربه ، واجتنب نواهيه كان ذلك الإِنسان معصوماً ، وممنوعاً من الوقوع في كل ما يوصله الى العقاب الأخروي .
أما لو خالف ما يمليه العقل عليه من التزام طريق الهداية ، وركب هواه ، وارتكب الذنوب فإن هذا الإِنسان تنعدم عنده المناعة من الوقوع في الرذائل وطبيعي أن تكون نتيجة هذا الإِنسان اليأس ، وانه : ( خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ) (٢) .
أما الذنوب التي تهتك العصم ، وتكون سبباً في زوال المناعة المعنوية ، فهي كما عن الإِمام الصادق « عليه السلام » :
__________________
(١) كما جاء في الآية الكريمة ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) البلد آية (١٠) .
(٢) سورة الحج : آية (١١) .