« اللهم إغفر لي الذنوب التي تهتك العصم »
غفر الشيء : ستره ، والذنوب : جمع ذنب وهو الجرم ، والإِثم .
والعصم : من العصمة ، وهي المنعة . وإعتصمت بالله اذا إمتنعت بلطفه عن المعصية وعصمة الله عبده إذا منعه مما يوبقه (١) .
وفي الحديث : « ما إعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي إلا قطعت أسباب السموات من بين يديه وأسخت الأرض من تحته » (٢) .
وقد يدرج الداعي من أول الدعاء يتوسل الى ربه ، ويقسم عليه برحمته ، وبقوته ، وهكذا بصفاته ، وأسمائه ، ولكن من هذه الفقرة من دعائه بدء ببيان المقسم ، وهو الشيء الذي كان التوسل ، والقسم لأجله . لذلك يبدو لنا واضحاً التناسق والإِرتباط بين فقرات الدعاء السابقة ، وما بدأ به من الفقرات الآتية « اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم » .
وقد تضمنت هذه الجملة التماس العبد من ربه غفران الذنوب التي تهتك العصم أي الذنوب التي تكون سبباً في زوال مناعة العبد من الوقوع في الموبقات ، والرذائل .
إن التعبير الدعائي بالذنوب التي تهتك العصم يعطينا فكرة واضحة عن لطف الله في منح الإِنسان المناعتين المعنوية ، والجسمية
__________________
(١) أقرب الموارد : مادة ( عصم ) .
(٢) مجمع البحرين مادة ( عصم ) .