« يا نور »
وبهذا ينهي الإِمام عليه السلام هذا العرض المتوالي من القسم عليه بصفاته الكريمة ، ويبدأ بمرحلة جديدة من إظهار الحالة النفسية للداعي ، وهي مرحلة النداء ، والإِستغاثة ، والتوسل بأحلى صفاته وهي : النور ، القدوس ، أول الأولين ، وآخر الآخرين .
النور : الذي هو مصدر الحياة لكل ما هو مسبوق بالعدم .
« يا قدوس »
وهو بالضم ، وقد يفتح : الطاهر المنزه عن العيوب ، والنقائص وعن كل شريك ، فالشريك نقص لشريكه ، ولذلك فهو تعالى منزه عن هذا النقص ايضاً .
« يا أول الأولين ويا آخر الآخرين »
وهي نداءات تتوالى يضرع بها الإِمام « صلوات الله عليه » الى ربه ويصفه بأنه الأول قبل كل شيء ، والآخر بعد الأشياء ، فلا شيء قبله ، ولا شيء بعده .
وليست الأولية والآخرية بالنسبة اليه تعالى زمانيتين لأن حده بالزمان يستلزم محدوديته ، وإستلزام محدوديته معناه :
إحاطة الزمان به . وهذا يعني احتياجه تعالى الى المحدد . وكل ذلك نقص فيه وهو المنزه عن كل نقص .
سئل الإِمام الصادق عليه السلام عن الأول ، والآخر فقال :
« الأول لا عن أول
قبله ، ولا عن بدء سبقه ، والآخر لا عن