« الذي أحاط بكل شيء » .
أحاط بالأمر : أحدق به من جوانبه ، وجاء في القرآن قوله : ( وَاللَّـهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ ) (١) .
أي أن قدرته شاملة ، ومشتملة عليهم ، ولا يعجزه أحد . أما أنه عالم بكل شيء ، وعلمه محيط بذلك ، فلأنه علة الأشياء كلياتها وجزئياتها ، ومن الواضح أن العلم بالعلة يستلزم العلم بالمعلول فينتج من ذلك أنه تعالى عالم بجميع الأشياء اذ لا مؤثر في الوجود غيره .
وقد أخبر الكتاب الكريم عن هذه الحقيقة في اكثر من آية فقال تعالى : ( يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ) (٢) .
وقال : ( إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (٣) .
وقال : ( وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (٤) .
ومن هذا المنطلق يأتي القسم على الله بعلمه الذي أحاط ، وأحدق بكل شيء في هذا الكون ، وما تكتنفه من اكوان اخرى .
وقد يتساءل عن السبب في هذا التكرار بالقسم عليه بعلمه مع
__________________
(١) سورة البروج : آية (٢٠) .
(٢) سورة التغابن : آية (٤) .
(٣) سورة التوبة : آية (١١٥) .
(٤) سورة الحجرات : آية (١٦) .