وقد جاء في الحديث القدسي : ( والعظمة ردائي ) .
واذا كانت العظمة رداء الله ، وجلاله فكيف يشاركه فيها غيره ؟
ولذلك كان وصف العبد بها ذماً كما يقوله اللغويون لأنه إستعلاء ، وتطاول على ما ليس له ، وهو مخلوق ضعيف .
( وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) (١) .
« التي ملأت كل شيء »
والضمير في قوله : ( ملأت ) يعود الى العظمة . وملأت الإِناء أي وضعت فيه بقدر ما يأخذه فهو مملوء ، ومنه القول : « نظرت اليه فملأت منه عيني » (٢) .
والمعنى الذي يقصده الدعاء بهذه الجملة هو أن يقسم على الله بعظمته التي إذا قيست الى كل شيء كان ذلك الشيء مملوءاً ومأخوذاً بتلك الهيبة الإِلۤهية ، والجلالة القدسية ، كما يملأ الماء الإِناء حيث يصل الى حافته .
« وبسلطانك »
السلطان : من السلطنة ، وهي القدرة ، والملك . فالسلطان هو القادر ، والمالك ، والمتسلط على غيره .
__________________
(١) سورة الحج : آية (٧٣) .
(٢) أقرب الموارد مادة ملاء .