ولأجل ذلك كان الاتصاف بهذه الصفة من مختصات الله تعالى .
فإن وصف بها سبحانه كانت مدحاً وإن وصف بها إنسان كانت ذماً إذ لا إستعلاء إلا له ، ولا كبر إلا له ، ولا غالب إلا هو صفات لا يشاركه فيها أحد ولهذا يقسم الداعي بها عليه لمكان الإِختصاص .
« وبعزتك »
العزة : بالكسر ضد الذلة ، وهي مصدر بمعنى الغلبة ، والقهر ومثل ذلك : ما جاء في قوله تعالى : ( وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ) أي : غلبني في الإِحتجاج (١) .
« التي لا يقوم لها شيء »
وفي اللغة : قام على الأمر : دام ، وثبت . فلا يقوم : أي لا يثبت ، والمعنى : أقسم عليك بغلبتك ، وقهرك المتمثلان بعزتك التي لا يثبت أمامها شيء ، بل كل شيء متضائل أمام عزته ، وسطوته .
« وبعظمتك »
العظمة : محركة الكبر ، والنخوة ، والزهو .
والعظمة لله هي الإِستقلال ، والإِستغناء عن الغير .
أما عظمة العبد فهي : تكبره ، وتجبره ، ولذلك فإذا وصف العبد بالعظمة ، فهو ذم له لأن العظمة لله وحده لا شريك له (٢) .
__________________
(١ ـ ٢) لسان العرب : مادة ( عزز ، وعظم ) .