وفي رواية : إنّه كان إذا جنّ الليل وهدأت العيون قام إلى منزله فجمع ما يبقى فيه من قوت أهله وجعله في جراب ورمى به على عاتقه وخرج إلى دور الفقراء وهو متلثّم ، ويفرّق عليهم ، وكثيراً ما كانوا قياماً على أبوابهم ينتظرونه ، فإذا رأوه تباشروا به وقالوا : جاء صاحب الجراب (١).
وقال عمرو بن ثابت : لمّا مات علي بن الحسين عليه السلام فغسّلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد بظهره فقالوا : ما هذا؟ فقيل : كان يحمل جرب الدقيق ليلاً على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة (٢).
وقال محمّد بن اسحاق : كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم؟ فلمّا مات علي بن الحسين عليه السلام فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل (٣).
وقال ابن عائشة : يقول أبي : سمعت أهل المدينة يقولون : ما فقدنا صدقة السرّ حتّى مات علي بن الحسين عليه السلام (٤).
وقيل : إنّه كان يعول مائة أهل بيت بالمدينة ولا يدرون بذلك حتّى مات (٥).
وفي رواية أبو الفرج ، عن جرير بن المغيرة ، قال : كان علي بن الحسين
__________________
١ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ٤ ، ص ١٥٣.
٢ ـ حلية الأولياء : ج ٣ ، ص ١٣٦ ، والمناقب لإبن شهراشوب : ج ٤ ، ص ١٥٤.
٣ ـ الأغاني : ج ١٥ ، ص ٣١٦ ، وحلية الأولياء : ج ٣ ، ص ١٣٦ ، والبداية والنهاية : ج ٩ ، ص ١١٠.
٤ ـ حلية الأولياء : ج ٣ ، ص ١٣٦.
٥ ـ البداية والنهاية : ج ٩ ، ص ١١٠ ، والمناقب لإبن شهراشوب : ج ٤ ، ص ١٥٣ ، وحلية الأولياء : ج ٣ ، ص ١٣٦.