إذ كان ذا مال ، كما يقال : رجل مُقلّ ، إذا كان فقيراً : أي جعلنا مكثرين موسرين ، فائقين على من كان فقيراً مُقلاً.
ويحتمل أن يراد بهما : العزّة والذلّة ، إذ كان من الشائع أن يكنىّ بالكثرة عن العزّة وبالقلّة عن الذلّة ، أي أعزّنا على من ذلّ.
قال الزجاج في قوله تعالى : «وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ» (١) : يحتمل كثرة العدد بعد القلّة ، وكثرة العُدد بعد النزارة ، وكثرة القدرة والشدّة بعد الضعف والذلّة (٢).
وقال الزمخشري : «أي واذكروا على جهة الشكر وقت كونكم قليلاً عددكم فكثرّكم الله ووفّر عددكم ، ويجوز إذ كنتم فقراء مقلّين فكثّركم فجعلكم مكثرين موسرين ، أو كنتم أقلّة أذلّة فأعزّكم بكثرة العَدد والعُدد» (٣).
* * *
__________________
١ ـ الأعراف : ٨٦.
٢ ـ التفسير الكبير للفخر الرازي : ج ١٤ ، ص ١٧٥.
٣ ـ الكشاف : ج ٢ ، ص ١٢٨.