خلاف الفراغ ، وشغله
ـ كمنعه ـ ، شغلاً بالفتح ، ويضم ولا تقل : أشغله إشغالاً فإنّها لغة متروكة أو
رديّة.
ومما يحكى من أدب الصاحب بن عباد رحمه
الله ، إنّ بعض العمّال كتب إليه : إن رأى مولانا أن يأمر بإشغالى ببعض أشغاله ، فوقع
تحت الرقعة : من كتب إشغالى لا يصلح لأشغالى.
ويقال : «اشتغل» بأمره فهو «مشتغل» بالبناء
للفاعل نصّ عليه الأزهري
وغيره. وقال ابن فارس : ولا يكادون يقولون : «أشتغل» وهو جائز ، يعنى بالبناء
للفاعل .
و «النصح» بالضمّ مصدر نصح له من باب ـ
منع ـ ، هذه اللغة الفصيحة ، وعليها قوله تعالى : «إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ»
وفي لغة يتعدّى
بنفسه ، فيقال : نصحته ، والاسم : النصيحة ، وهي كلمة جامعة ، ومعناها : حيازة
الخير للمنصوح له ، من نصحت العسل إذا صفّيته من الشمع ، شبّهوا تخليص العقول من
الغشّ بتخليص العسل من الشمع.
وقال الراغب : أصلها من نصحت الثوب إذا
خطته ، وهي إخلاص المحبّة لغيرك في إظهار ما فيه صلاحه إنتهى .
والمراد بنصحه صلى الله عليه واله لهم :
إرشادهم إلى مصالح دينهم ودنياهم ، وتعليمهم إيّاها ، وعونهم عليها ، وأمرهم
بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، والذبّ عنهم وعن أعراضهم ، والسخاء عليهم بموجوده ، والإيثار
لهم و
__________________