|
وَالْحَمدُ
لِلّٰهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّدٍ
نَبِيِّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ دُونَ
الأُمَم
الْمَاضِيَةِ وَالْقُرُونِ السَّالِفَةِ.
|
«الواو» عاطفة للجملة على قوله في
الدعاء السابق : ثم له الحمد ، لأنّه عليه السلام كان يصل هذا الدعاء به من غير
فصل كما هو ظاهر العنوان أو هي استثنائية.
ومعنى «المنّ» ها هنا : الإنعام على من
لا يطلب الجزاء منه ، وفيه إشارة إلى قوله تعالى : «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ
آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا
مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ»
.
و «محمّد» علم منقول من الصفة التي
معناها كثير الخصال المحمودة.
قال أهل اللغة : رجل محمّد : أي كثير
الخصال المحمودة .
وقال ابن فارس : سمّي نبيّنا محمّد صلى
الله عليه واله محمّداً لكثرة خصاله المحمودة .
يعني ألهم الله تعالى أهله تسميته بذلك لما علم من خصاله الحميدة.
وقال السهيلي : في «محمّد» معنى
المبالغة والتكرار ، فالمحمّد هو الذي حمد مرّة بعد مرّة ، كما أنّ المكرّم من
كُرم مرّة بعد اُخرى ، وكذلك الممدوح ، واسم محمّد مطابق لمعناه.
والله تعالى سماّه به قبل أن يسمّى به ،
وهو علم من أعلام نبوّته ،
__________________