|
وَكَانَ
مِنْ دُعَائه عَلَيه السّلام بَعد هَذا
التحميدِ
في الصّلاة عَلَى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه واله
|
الكلام في هذا المقام يستدعي مباحث :
الأوّل : إختلف العلماء في إشتقاق
الصّلاة : فقيل : من صليِت العود بالنار إذا ليّنته وقوّمته لأنّ المصلّي يلين
بالحنو
والعطف ، ويسعي في تعديل ظاهره وتقويم باطنه ، كالخشب الذي يعرض على النار.
وقيل : من الصلوين ، وهما عرقان من
جانبي الذنب ، وعظمان ينحنيان عند الإنحناء فناسب أن يراد بها الحنو والإنعطاف
المعنويّين .
وقال الزمخشري في الكشاف : الصّلاة فعلة
مِن صلّى ـ كالزكاة ـ مِن زكّى ، وكتابتها بالواو على لفظ المفخّم. وحقيقة صلّى : حرّك
الصلوين؛ لأنّ المصلّي يفعل ذلك في ركوعه وسجوده .
وقيل : بل أصل الصّلاة في اللّغة : بمعنى
الدعاء.
ويؤيّده : بأنّ الصّلاة بهذا المعنى في
أشعار الجاهليّة كثيرة الإستعمال.
الثاني : قال الجمهور : الصّلاة من الله
تعالى : الرّحمة ، ومن الملائكة الإستغفار ، ومن الآدميين : الدعاء.
الثالث : معنى الصّلاة على رسول الله
صلى الله عليه واله تعظيمه في الدنيا بإعلاء كلمته وإبقاء شريعته ، وفي الآخرة
بتضعيف مثوبته والزيادة في درجته.
قيل : وغاية الدعاء بذلك عائدة إلى
المصلي ، لأنّ الله تعالى قد أعطاه من إعلاء الكلمة وعلوّ الدرجة ورفع المنزلة ما
لا يؤثر فيه صلاة مصلٍ
__________________