شاذ لا يقاس عليه ، ومنه قولهم : «مره يحفرها» بنصب «يحفر» أي : مره أن يحفرها ، ومنه قولهم : «خذ اللص قبل يأخذك» أي : أن يأخذك ومنه قوله :
٦٤ ـ ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى |
|
وأن أشهد اللّذّات هل أنت مخلدي (١) |
في رواية من نصب «أحضر» أي : أن أحضر ..
__________________
(١) البيت لطرفة بن العبد. الزاجر : المانع ، الوغى : الجلبة والأصوات ، ومنه قيل للحرب «وغى» لما فيها من الصوت والجلبة ، مخلدي : أي هل تكفل خلودي. يخاطب من يمنعه عن خوض المعارك والاستمتاع بلذات الدنيا هل يضمن له دوام البقاء في الحياة؟
الإعراب : ألا : أداة استفتاح ، أي : منادى نكرة مقصودة بأداة نداء محذوفة تقديرها : يا أيها : مبني على الضم في محل نصب على النداء ، والهاء : للتنبيه ، ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع بدلا من أي ، أو صفة ، الزاجري : بدل ، أو عطف بيان من اسم الإشارة مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل الياء ، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله ، أحضر : فعل مضارع منصوب بأن ، والفاعل أنا وأن وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بعن محذوفة والجار والمجرور متعلق بالزاجر والتقدير : الزاجري عن حضور الوغى ، الوغى : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف للتعذر ، وأن : الواو حرف عطف وأن الناصبة ، أشهد : مضارع منصوب بأن والفاعل أنا ، وأن وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على المصدر المؤول السابق وهو حضور التقدير : عن حضور الوغى وشهود اللذات ، اللذات : مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم ، هل : حرف استفهام ، أنت : مبتدأ ، مخلد : خبر ، وياء المتكلم مضاف إليه.
الشاهد : «أحضر» فإنه نصب الفعل المضارع بأن محذوفة ولم يكن حذفها في هذا الموضع من المواضع التي تحذف فيها أن وجوبا أو جوازا وإنما الذي دل على الحذف وجود «أن» في الشطر الأخير من البيت. وقالوا إن حذف أن وبقاء عملها شاذ وأجاز الأخفش حذف «أن» قياسا ولكن بشرط رفع الفعل المضارع كقولهم :
«تسمع بالمعيدى» وقوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً) وهذا هو القياس لأن الحرف عامل ضعيف فإذا حذف بطل عمله.