بعض الفرق التي كانت ترمي إلى حرف التشيّع عن مساره الحقيقي.
لقد تعرّف الكليني مبكراً على موضع الداء كما انّه اكتشف الدواء! لقد كانت العلّة تكمن في ذلك الانفصال بين الناس وأحاديث أهل البيت الكرام ، وكان الدواء بطبيعة الحال هو في ايصال هذه المعارف السامية إلى عموم المسلمين.
ومن هنا انتخب الكليني طريقه وسار قدماً بالرغم من صخب الحوادث وراح يبحث عن أحاديث أهل البيت ويدوّنها.
فقد تتلمذ في هذه الفترة على أيدي أساتذة كبار في طليعتهم : «أبو الحسن محمّد بن أسد الكوفي» (١) الذي كان يقيم في مدينة الري.
ينبغي توصيف عصر الكليني بأنّه عصر الحديث ذلك انّه شهد حركة واسعة جداً لتدوين الحديث وكان الرواة في ترحال
__________________
١. مفاخر الاسلام ، علي الدواني ج ٢ ص ٢٦.