__________________
قلت : هذا حديث حسن صحيح أخرجه مسلم في صحيحه كما سقناه وإن كان الحديث المتقدم قد أوّل فهذا لا يمكن تأويله لأنه صريح ، فإن عيسى يقدم أمير المسلمين وهو يومئذ المهدي (ع) فعلى هذا بطل تأويل من قال معنى قوله «وإمامكم منكم» أي يؤمكم بكتابكم.
أخبرنا نقيب النقباء فخر آل رسول الله صلىاللهعليهوآله أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الحسني ، عن أبي الفرج يحيى بن محمود ، عن أبي علي الحسن بن أحمد ، حدثنا الحافظ أبو نعيم ، حدثنا أبو المظفر ، حدثنا محمد بن يوسف بن بشر ، حدثنا إبراهيم بن منقذ الخولاني ، حدثنا أبو حازم عبد الغفار بن الحسن بن دينار ، حدثنا سفيان الثوري ، عن منصور ، عن ربعي ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فيلتفت المهدي عليهالسلام وقد نزل عيسى (ع) كأنما يقطر من شعره الماء ، فيقول المهدي : تقدم صل بالناس ، فيقول عيسى : إنما أقيمت الصلاة لك ، فيصلي عيسى خلف رجل من ولدي ، فإذا صليت قام عيسى حتى جلس في المقام فيبايعه فيمكث أربعين سنة ، الآيات في زمانه ، أول الآيات الدجال ، ثم نزول عيسى (ع) ثم نار تخرج من بحر عدن تسوق الناس إلى المحشر.
قلت : هكذا أخرجه أبو نعيم في «مناقب المهدي».
فإن سأل سائل وقال : مع صحة هذه الأخبار وهي أن عيسى (ع) يصلي خلف المهدي (ع) ويجاهد بين يديه وأنه يقتل الدجال بين يدي المهدي (ع) ورتبة التقدم في الصلاة معروفة ، وكذلك رتبة التقدم للجهاد ، وهذه الأخبار مما ثبت طرقها وصحتها عند السنة وكذلك ترويها الشيعة على السواء ، فهذا هو الإجماع من كافة أهل الإسلام ، إذ من عدى الشيعة والسنة من الفرق فقوله ساقط مردود وحشو مطرح ، فثبت أن هذا إجماع كافة أهل الإسلام ، ومع ثبوت الإجماع على ذلك وصحته فأيهما أفضل الإمام أم المأموم في الصلاة والجهاد معا؟
الجواب عن ذلك هو أن نقول : إنهما قدوتان نبي وإمام ، وإن كان أحدهما قدوة لصاحبه في حال اجتماعهما وهو الإمام يكون قدوة للنبي في تلك الحال ، وليس فيهما من تأخذه في الله لومة لائم ، وهما أيضا معصومان من ارتكاب القبائح كافة ، والمداهنة والرياء والنفاق ، ولا يدعو الداعي لأحدهما إلى فعل ما يكون خارجا عن حكم الشريعة ولا مخالفا