قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل [ ج ٢٩ ]

    107/665
    *

    __________________

    وأحدهما أكبر من الآخر ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

    ويعتقد الإثنا عشرية كذلك بالتقية ، فقد روي عن الصادق قوله : التقية ديني ودين آبائي ، وقوله : ومن لا تقية له لا دين له. والحكمة منها دفع الضرر عن الأئمة وعن أتباعهم حقنا للدماء واستصلاحا لحال المسلمين وجمع كلمتهم ، إذ أن الإنسان إذا أحس بالخطر على نفسه أو ماله بسبب نشر معتقده أو التظاهر به فلا بد أن يكتتم ويتقي في مواضع الخطر ، وهذا في رأيهم أمر تقتضيه فطرة العقول ، خصوصا وأن أئمة أهل البيت قد لاقوا من ضروب المحن وصنوف الضيق على جريانهم في جميع العهود ما لم تلاقه أية طائفة أو أمة أخرى ، فاضطروا في أكثر عهودهم إلى استعمال التقية ، بمكاتمة المخالفين لهم وترك مظاهرتهم وستر اعتقاداتهم ، وأعمالهم المختصة بهم عنهم ، لما كان يعقب ذلك من الضرر في الدين والدنيا ويستدلون هنا ببعض شواهد من النقل مثل قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) وقد نزلت هذه الآية في عمار بن ياسر الذي التجأ إلى التظاهر بالكفر خوفا من أعداء الإسلام ، وقوله تعالى (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً) وقوله تعالى (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ).

    ومن هنا جوز الإثنا عشرية أن يكون الإمام ظاهرا مشهورا ، أو غائبا مستورا ، والله لا يخلى الأرض من حجة على العباد من نبي أو وصي.

    والإثنا عشرية بوجه عام معتدلون في نظرتهم إلى الأئمة وهم يبرءون من الغلاة الذين اعتقدوا بالحلول ، أي حلول الجزء الإلهي في علي وذريته ، فيقول السيد محمد رضا المظفر مبينا عقيدتهم في الأئمة : لا نعتقد في أئمتنا ما يعتقده الغلاة والحلوليون كبرت كلمة تخرج من أفواههم ، بل عقيدتنا الخالصة أنهم بشر مثلنا ، لهم ما لنا وعليهم ما علينا ، وإنما هم عباد مكرمون اختصهم الله تعالى بكرامته وحباهم بولايته ، إذ كانوا في أعلى درجات الكمال اللائقة في البشر من العلم والتقوى والشجاعة والكرم والعفة وجميع الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة ، لا يدانيهم أحد من البشر فيما اختصوا به ، وبهذا استحقوا أن يكونوا أئمة وهداة ، ومرجعا بعد النبي في كل ما يعود للناس من أحكام وحكم ، وما يرجع للدين من بيان