__________________
هذا المعنى لا الركن ، أي : هذا المعنى كاد يلبثه في هذا الموضع ، ويجعله أحق به من غيره ، وهذا يحسن إذا كان أكثر لمس الركن بيده ، أي : فصار لكثرة ذلك منه عرفت راحته الركن ، فنسبت المعرفة إلى الكف ، وإن لم يكن لها في الحقيقة إنما هو للإنسان ، ويجوز عرفان راحته ركن ، يكون العرفان فاعل يمسك ، وراحته مفعوله ، والركن فاعل العرفان ، أي : يكاد يمسكه أن عرف الركن. وهذا الوجه أقرب إلى الوجه الأول ، وأشبه بالمعنى من الوجه الثاني. انتهى.
قوله : هذا الذي تعرف البطحاء ، هي أرض مكة المنبطحة ، وكذلك الأبطح ، وبيوت مكة التي هي للأشراف بالأبطح التي هي في الروابي ، والجبال للغرباء وأوساط الناس ، والحطيم : الجدار الذي عليه ميزاب الرحمة. وقوله : يغضي حياء .. إلخ ، قال ابن عبد ربه في أول «العقد الفريد» : قال ابن قتيبة : لم يقل في الهيبة مع التواضع بيت أبدع من قول الشاعر في بعض خلفاء بني أمية :
يغضي حياء ويغضى من مهابته |
|
.. البيت |
البيت وأحسن منه عندي قولي :
فتى زاده عز المهابة ذلة |
|
وكل عزيز عنده متواضع |
انتهى. وأقول : بل هجنه قوله : «ذلة» وقوله : ينمى إلى ذروة إلخ. بالبناء للمفعول من نميته إلى أبيه. أي : نسبته ، وانتمى : انتسب ، وذروة الشيء : أعلاه ، وقوله : في كفه خيزران .. إلخ. قال : الجاحظ في كتاب «البيان» : كانت العرب تخطب بالمخاصر ، وتعتمد على الأرض بالقسي ، وتشير بالعصا والقنا ، حتى كانت المخاصر لا تفارق أيدي الملوك في مجالسها ، ولذلك قال : في كفه خيزران .. البيت ، وعبق : وصف من عبق به الطيب كفرح : إذا لزق به. قال أبو بكر الزبيدي في كتاب «لحن العامة» : العرب تسمي كل قضيب لدن ناعم خيزرانا ، بضم الزاي ، وذكر بعض اللغويين أنه ليس من نبات أرض العرب. انتهى. والأروع : الذي يروعك جماله وجلاله ، والعرنين من كل شيء : أوله ، ومنه عرنين الأنف لأوله ، وهو ما تحت مجتمع الحاجبين ، وهو موضع الشمم ، وهو ارتفاع الأنف ، وشممه كناية عن العزة ، وقوله : كالشمس إلخ. انجابت السحابة : انكشف ، والعتم بفتح العين المهملة والمثناة : ظلمة الليل ، والخيم بكسر الخاء المعجمة : السجية ، والبوادر جمع بادرة : وهي الحدة والغضب من قول