__________________
لا حاجة لي به ، فأعطني أخاه ، فأعطاه إياه ، فقال يمدحه :
الله يعلم أن قد جئت ذا يمن
وذكر القصيدة بطولها ، هذا آخر ما رواه صاحب «الأغاني».
قال العيني : ورأيت في كتاب «أولاد السراري» تأليف المبرد نسبة بعض هذه الأبيات إلى أبي دهبل حيث قال : ومما نمي لنا عنه ، أي : عن زين العابدين أنه مر بمساكين جلوس في الشمس يأكلون على مسح ، فسلم عليهم ، فردوا عليه ، وقالوا : هلم يا ابن رسول الله ، فنزل ، وقال : الله لا يحب المتكبرين ، فأصاب معهم ، ثم قال : قد دعوتم فأجبنا ، ونحن ندعوكم ، فمضوا معه إلى منزله ، فأطمعهم طعامه ، وقسم بينهم كل ما كان عنده ، وفيه يقول أبو دهبل ـ فيما روي ـ هذه الأبيات :
هذا الذي تعرف البطحاء |
|
.. البيت |
هذا ابن خير عباد الله |
|
.. البيت |
إذا رأته قريش |
|
.. البيت |
فأما ما يزاد في هذا الشعر بعد هذه الأبيات ، فليس منها ، إنما هو لداود بن سلم يقوله في قثم ابن العباس بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، رضياللهعنهم :
يغضي حياء |
|
.. البيت |
في كفه خيزران |
|
.. البيت |
كم صارخ بك من راج وراجية |
|
.. البيت |
انتهى.
وقد طال الكلام في ذكر ما يتعلق بها من الخلاف في بعض أبياتها ، ومن هنا نشرع في غريبها. قوله : يكاد يمسكه عرفان راحته ، قال أبو علي في «المسائل البصرية» : ينبغي أن يجعل عرفان مفعولا له ، وركن الحطيم : فاعل «يمسك» ، وتضيف المصدر إلى المفعول ، وتحذف الفاعل ، أي : عرفان الركن راحته ، كما حذف في (بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ) (ص / ٢٤) وهذا أوضح في المعنى ، وإن شئت قلت : يمسكه عرفان راحته ركن ، فجعلت العرفان فاعل يمسك ، وأضفت المصدر إلى الفاعل وهو الراحة ، ونصبت الركن مفعولا به ، كأنه يمسكه