(٥)
قد اشتمل لفظ الخبر عند ابن سعد وغيره على قول للمهاجرين : «رفّئوني فرفّئوه» (٨٠) ومعنى ذلك : «قولوا لي : بالرِفاء والبنين» (٨١).
وكان هذا من رسوم الجاهلية التي نهى عنها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم باتّفاق المسلمين : أخرج أحمد بإسناده قال : «تزوّج عقيل بن أبي طالب ، فخرج علينا فقلنا : بالرفاء والبنين فقال : مه ، لا تقولوا ذلك ، فإن النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قد نهانا عن ذلك وقال : قولوا بارك الله لك ، وبارك عليك ، وبارك لك فيها» (٨٢).
ولأجل دلالة قول عمر هذا على جهله! أو أنّه كان يريد إحياء سنن الجاهلية!! اضطُرّ القوم إلى تحريف الكلمة والتصرّف فيها ، ففي المستدرك :
«فأتى عمر المهاجرين فقال : ألا تهنّوني».
وفي سنن البيهقي :
«أتى ... فدعوا له بالبركة».
وفي تاريخ الخطيب لم ينقله أصلاً ...
__________________
(٨٠) طبقات ابن سعد ٨ / ٤٦٣ ، كنز العمال ١٣ / ٦٢٤ ، الاستيعاب وأُسد الغابة والاصابة.
(٨١) ذخائر العقبى : ١٦٩ ، ولاحظ «رفأ» في لسان العرب وغيره.
(٨٢) مسند أحمد بن حنبل ٣ / ٤٥١ ، وأُنظر : وسائل الشيعة ١٤ / ١٨٣.