سمعها واحدٌ من عوامّ الناس لنفر منها واستنكرها ـ إلى إمام الأئمّة؟!
ألا يستحون من وضعها على لسان الإمام الباقر عليه السلام؟!
من هناترى بعضهم يحرّفون الكلمة كابن الأثير حيث ذكر : «ووضع يده عليها» وكالدولابي والمحبّ الطبري حيث ذكرا في لفظ : «فأخذ عمر بذراعها» وفي آخر : «فأخذها عمر فضمّها إليه».
وبعضهم ـ كالحاكم والبيهقي ـ لم يذكروا شيئاً من ذلك ... قال المحبّ الطبري بعد حديث من ذاك القبيل : «وخرّج ابن سمان معناه ولفظه مختصراً ...» فكان ما خرّجه خلواً من ذلك (٧٨).
وبعضهم يكذّب ذلك كلّه بصراحة كسبط ابن الجوزي ـ المتوفّى سنة ٦٥٤ هجرية ـ حيث يقول :
«وذكر جدّي في كتاب المنتظم : أنّ عليّاً بعثها إلى عمر لينظرها ، وأنّ عمر كشف ساقها ولمسها بيده.
قلت : وهذا قبيح والله ، لو كانت أمةً لَما فعل بها هذا.
ثم بإجماع المسلمين لا يجوز لمس الأجنبية ، فكيف ينسب عمر إلى هذا؟!» (٧٩).
قلت :
وليس اللمس فقط! ففي رواية الخطيب التقبيل والأخذ بالساق!!
__________________
(٧٨) انظر : ذخائر العقبى : ١٦٩.
(٧٩) تذكرة خواصّ الأُمّة : ٣٢١.