وفي بعضها التصريح بما يدلّ على أنّه كان لـ «درّة عمر» دور في القضيّة ، وذلك فيما أخرجه الدولابي بسنده عن أسلم مولى عمر قال : «فاستشار عليٌّ العبّاس وعقيلا والحسن ، فغضب عقيل ، وقال عقيل لعليّ : ماتزيدك الأيام والشهور إلاّ العمى في أمرك ، والله لئن فعلت ليكوننّ وليكوننّ. فقال عليّ للعبّاس : والله ما ذاك من نصيحة ، ولكن درّة عمر أحوجته إلى ماترى» (٧١).
لكنّ أبا نعيم الأصفهاني روى هذا الخبر عن زيد بن أسلم عن أبيه ، فحذف منه مخالفة عقيل و «درّة عمر» وهذا لفظه : «عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : دعا عمر بن الخطاب عليّ بن أبي طالب فسارّه. ثم قام عليٌّ فجاء الصفّة فوجد العبّاس وعقيلاً والحسين فشاورهم في تزوج أُمّ كلثوم عمر. ثم قال عليٌّ : أخبرني عمر أنّه سمع النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول : كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي» (٧٢).
ثم إنّ في عدّة من الأخبار أنّ الإِمام عليه السلام تعلّل ـ بالإِضافة إلى الصغر والحبس لابن أخيه ـ بأنْ قال : «إنْ لها أميرين معي» (٧٣) يعني : الحسن والحسين ، وأنّه عليه السلام استشارهما وعقيلاً والعباس ... فكان الخبر المذكور عن أسلم ظاهراً في سكوت الحسن عليه السلام الظاهر في الرضاء ، بل في آخر : «فسكت الحسين وتكلّم الحسن ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أبتاه من بعد عمر؟ صحب رسول الله ، وتوفي وهو عنه راض ، ثم وليّ الخلافة فعدل؟ قال : صدقت يا بني. ولكن كرهت أنْ أقطع أمراً دونكما» (٧٤).
لكن ينافيه ما أخرجه البيهقي عن ابن ابي مليكة عن الحسن بن الحسن : «فقال عليٌّ رضي الله عنه لحسن وحسين : زوّجا عمّكما. فقالا : هي امرأة من النساء تختار لنفسها. فقام عليٌّ رضي الله عنه مغضباً ، فأمسك الحسن رضي الله
__________________
(٧١) الذرية الطاهرة : ١٥٨ ، عنه ذخائر العقبى : ١٧٠ ، مجمع الزوائد ٤ / ٢٧٢ عن الطبراني.
(٧٢) حلية الأولياء ٢ / ٣٤.
(٧٣) ذخائر العقبى : ١٦٩.
(٧٤) ذخائر العقبى : ١٧٠.