واما هشام بن سالم : فاحسن ان يقع ويطير.
وامّا هشام بن الحكم : فتكلّم بالحقّ فما سوّغك بريقك.
يا اخا اهل الشام إنّ الله اخذ ضغثاً من الحقّ وضغثاً من الباطل فمغثهما ثم اخرجهما الى الناس ، ثم بعث الانبياء يفرقون بينهما ، ففرّقها الانبياء والاوصياء ، وبعث الله الانبياء ليعرفوا ذلك ، وجعل الانبياء قبل الاوصياء ليعلم الناس من يفضّل الله ومن يختصّ ، ولو كان الحقّ على حدة والباطل على حدة ، كل واحد منهما قائم بشأنه ، ما احتاج الناس الى نبي ولا وصيّ ، ولكنّ الله خلطهما وجعل تفريقهما الى الانبياء والأئمة من عباده».
فقال الشامي : قد افلح من جالسك.
فقال أبو عبد الله عليه السلام : «انّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم كان يجالسه جبرائيل وميكائيل واسرافيل يصعد الى السماء فيأتيه بالخبر من عند الجبّار ، فان كان ذلك كذلك فهو كذلك».
فقال الشامي : اجعلني من شيعتك وعلّمني.
فقال أبو عبدالله عليه السلام : «يا هشام (٤٣) علّمه فانّي احبّ ان يكون تلماذاً لك».
قال علي بن منصور وأبو مالك الحضري : رأينا الشامي عند هشام بعد موت أبي عبد الله عليه السلام ، ويأتي الشاميّ بهدايا اهل الشام وهشام يزوّده هدايا اهل العراق.
قال علي بن منصور : وكان الشاميّ ذكيّ القلب (٤٤).
وتترتب على هذه الرواية جملة من الملاحظات الهامة يمكن تثبيتها بما يلي :
__________________
(٤٣) المراد هو هشام بن الحكم.
(٤٤) رجال الكشي رقم ٤٩٤ ، وفي نسختنا : يرده ، واثبتنا ما في طبعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام / قم.