فقال : اريد ان اناظرك في الاستطاعة.
فقال للطيّار : «كلّمه فيها!».
قال : فكلّمه فما تركه يكشر.
ثم قال : اريد اكلّمك في التوحيد.
فقال لهشام بن سالم : «كلّمه» ، فسجل الكلام بينهما ، ثم خصمه هشام.
فقال : اريد ان اتكلّم في الإمامة.
فقال لهشام بن الحكم : «كلّمه يا أبا الحكم».
فكلّمه فما تركه يرتم (٤٠) ولا يحلي ولا يمري.
قال فبقي يضحك أبو عبدالله عليه السلام حتى بدت نواجذه.
فقال الشامي : كانّك اردت ان تخبرني انّ شيعتك مثل هؤلاء الرجال.
قال : «هو ذاك».
ثم قال : «يا اخا اهل الشام ، اما حمران : فحرّفك فحرت له ، فغلبك بلسانه وسألك عن حرف من الحق فلم تعرفه.
وامّا أبان بن تغلب : فمغث (٤١) حقاً بباطل فغلبك.
وأما الطيّار (٤٢) ، فكان كالطير يقع ويقوم وانت كالطير المقصوص لا نهوض لك.
__________________
(٤٠) رتم يرتم أي : تكلّم وفي بعض النسخ يريم بفتح حرف المضارعة من الريم.
قال في المغرب : رام مكانه يريمه : زال منه وفارقه.
وفي القاموس : ما رمت المكان ما برحت منه ، ومنه ريم به اذا قطع.
(٤١) مغث : أي خلط.
(٤٢) لم يحدّث الإمام عليه السلام في تقييمه عن مؤمن الطاق فلا يبعد وقوع سقط في الخبر ولعلّ التشبيه بالطير كان له فانّه سجل الكلام بينه وبين الشامي لا الطيار الّذي ما تركه يكشر ، كما في متن الحديث ، وان كانت المناسبة بين لفظ الطيّار والطير ربّما تؤيد كون التشبيه للطيّار لكنّ الانسب رعاية متن الخبر.