من القرن الرابع.
ولكنا لم نعثر على مناظر له تأخرّ عن هذه الفترة الزمنية ، سوى القاضي عبد الجبار ، وقد مرّ في المناظرة نفسها أنّها كانت أيّام عضد الدولة والتي انتهت في أوائل السبعينات ، يبدو هذا بوضوح لمن استعرضها. وفي هذه دلالة على أنّ الشيخ المفيد قد سمت به شخصيّته في الثلاثين سنة الأخيرة من عمره الشريف وارتفع موقعه الاجتماع والمذهبي إلى الحدّ الذي أصبح بزار ولا يزور ويؤتى ولا يدور على المجالس التي كان يحضر أمثالها فيما سبق من عمره ، وعندها كان له مجلس نظر بداره بحضرة كافة العلماء من سائر الطوائف ـ كما مرّ في مفتتح ترجمته ـ. ومع الأسف الشديد لم يصلنا أيّ نبأ عن هذا المجلس المستمر قرابة ثلاثين عاماً ، وما كان يدور فيه من المناظرات. ومن الطبيعي أن يكون المفيد هو الذي البحث والنظر فيها ويشرف عليه ، والذي تنتهي إليه الحكومة فيما يقال وفيما يطرح ، أو كان إليه الرأي الأوّل والأخير ـ كما يقولون في أمثاله ـ ولو كان هناك سجلّ له ولامثاله من مجالس النظر لمتكلمينا الأبرار كالنوبختيين من قبله والشريف المرتضى وشيخ الطائفة من بعده. ويؤرخها ويذكر الاراء المطروحة فيها والمناقشات والمناظرات ، وما انتهت من نتائج علمية لوصلنا الخير والعلم الكثير. ولكنا ـ ولله الحمد ـ نعيش في (لَوْ) ونحلم بـ (لَوْ) ولم ننته إلى (قد) والعوامل ليست مجهولة.
٣٠ ـ كتبه ورسائله في الكلام والمناظرة.
كان شيخنا المفيد (كثير التصانيف في الاُصول ، والكلام ، والفقه) (٣٩١).
له أكثر من مائتي مصنّف (٣٩٢).
__________________
(٣٩١) تاريخ بغداد ، ٣ / ٢٣١ ، ميزان الاعتدال ، ٤ / ٢٦ ، الاعلام ، ٧ / ٢٤٥ ، هدية العارفين ، ٢ / ٦٢ ، معجم المؤلفين ، ١١ / ٣٠٦.
(٣٩٢) الطوسي ، الفهرست / ١٨٦ ابن داود / ٣٣٤ ، العلامة / ١٤٧ ، مجمع الرجال ، ٦ / ٣٣ ،