على بقية المذاهب والآراء تلك الغلبة المطلقة التي حدثت ببغداد فيما بعد عصر المفيد.
وكان المفيد ـ كما تقدّم في التعريف به ـ : «بارعاً في الكلام والجَدَل ، دقيق الفطنة ، ماضي الخاطر ، حاضر الجواب ، فقيهاً مناظراً ، يناظر أهل كلّ عقيدة. وكان له مجلس نظر بداره يحضره كافة العلماء من سائر الطوائف. وقد مكّنه من ذلك ما كان قد حظي به من الجلال والعظمة في الدولة البويهية ، والوجاهة والقبول عند ملوك الأطراف ، لمَيْل كثير من أهل ذلك الزمان إلى التشيع ...».
ولكن المصادر التي وصلتنا ـ وما ألّها ، ومنها مجموعة كتب الشيخ المفيد وتأليفه ، التي سنذكر ما يرجع منها إلى الكلام والجدل والنظر ـ لا تعكس هذه الظاهرة إلاّ في نطاق ضيّق جداً. وكلّ ما عثرت عليه يرجع أهمّ اجزائه إلى ما جاء في «الفصول المختارة من العيون والمحاسن» تأليف الشريف المرتضى ، الذي ساصفه عندما أذكر كتب الشيخ المفيد. وكل هذه المجادلات والمناظرات التي أحصيت موارده إنّما وقعت في أماكن اُخر ، غير دار الشيخ المفيد الذي كان له فيه مجلس نظر مستمر ، وبهذا يصحّ لي أنْ أقول أنّ القائمة الآتية لا تعكس من الواقع ـ مع الأسف الشديد ـ إلاّ في أضيق حدوده ومعالمه.
١ ـ المعتزلة :
١ ـ من لم يُسَمَّ منهم :
«بعض متكلميّ المعتزلة» (٣٢٢).
«رجل من المعتزلة» (٣٢٣).
__________________
(٣٢٢) الافصاح / ، عدة رسائل / ٦٨.
(٣٢٣) عدة رسائل / ١٩٥ ـ ١٩٩.