النفسي والعلمي. والسّري بن أحمد بن السّري الكندي أبو الحسن الرَّفَّاء المّوْصلي ، ثم البغدادي (** ـ ٣٦٢ / ٩٧٣) شاعر أديب ، كان في صباه يرفو ويُطَرِّز في دكان بالمَوْصل ، فعُرِف بالرّفَاء ، ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب ، فمدحه وأقام عنده مدّة ، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ، ومدح جماعة من الوزراء والأعيان ونفق شعرُه إلى انّ تصدّى له الخالديان ، محمد وسعيد ابنا هاشم ـ بسبب ذكروه في ترجمته ـ وكانت بينه وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء فضاقَتْ دنياه ، ويقال : إنّه عُدِمَ القوتَ ، ودُفع إلى الوراقة ، وركبه الدين ومات على تلك الحال. وكان في شعره عذب الالفاظ مُغَنَّناً في التشبيهات والأوصاف ولكن لم يكن له رُواء ولا منظر (٣١٦).
قال (ابن) النديم : كان السَّريُّ الرَّفَّاءُ جاراً لأبي الحسن علي بن عيسى الرّماني ، وكان كَثِيراً ما يجتاز بالرماني ، وهو جالس على باب داره ، فيستجلسه ويحادثه ويستدعيه إلى أنّ يقول بالإِعتزال ، وكان سَرِيٌّ يتشيّع ، فلما طال ذلك عليه أنشد :
أُقارعُ أعداءَ النَّبيّ وآلهِ |
|
قِراعاً يَغُلُّ البِيضُ عِنْدَ قِراعهِ |
وأَعَلمُ كُلَّ العِلم أنَّ وليَّهم |
|
سَيُجْزَى غداةَ البَعْثِ صاعاً بصاعِهِ |
فلا زَالَ مَنْ والاهُمُ في عُلُوِّه |
|
ولا زالَ مَنْ عاداهُم في اتّضاعهِ |
__________________
(٣١٦) ابن النديم / ١٩٥ ، تاريخ بغداد ، ٩ / ١٩٤ ، المنتظم ، ٧ / ٦٢ ـ ٦٣ ، الانساب ، ٦ / ١٤٤ ـ ١٤٥ ، ابن خلكان ، ٢ / ٣٥٩ ـ ٣٦٢ ، معجم الادباء ، ٤ / ٢٢٧ ـ ٢٢٩ ، بغية الطلب ، ٩ / ٤٢٠٤ ، الوافي بالوفيات ، ١٥ / ١٣٦ ـ ١٤١.