المفهوم الماركسي الّذي كثيراً ما تستعمل الكلمة فيه من الماركسيّين وغير الماركسييّن ، بعمد أو عن غفلة وقلت هذا لأنّي لم تحضرني الآن كلمة اُخرى أقرب إلى سمع القارىء وأحضر في ذهنه منها.
والحديث هنا طويل يستدعي ملء الفجوة الزمنية بين عصر النشأة وعصر المفيد بتراجم أعلام متكلمي الإِمامية ، حسب التسلسل الزمني وذكر خصائصهم وميزاتهم ، ولا مجال لهذا البتة. ولهذا فإني البحث ضمن النقاط التالية :
١ ـ إن كانت الكوفة قد احتضنت الحديث والفقه الإماميّ ثم بعد قرنين من الزمان كانت قم إحدى المدن التي ملكت الكثير من هذا العلم. فإن الكلام الإماميّ قد احتضنتها بغداد منذ أيامها الأُوَل. فقد قدمت إنّ هشام بن الحكم كانت له صلة قويّة ببغداد منذ أنّ ابتليت في فجر الدولة العباسية ، وسكنها في أواخر أيامه وكان يدير ندوتها الكلامية التي كانت تنعقد في ظل البرامكة. واستمر فيها تلامذته المتكلمون يدرسون ويناظرون ويورثون علمهم من يحل محلهم من بعدهم.
والحديث والفقه الإماميّان وإن كانا يتواجدان في بغداد منذ نشأتها إلاّ إنّ بغداد قد اصبحت حاضرة الحديث أو الفقه بعد أن انتقلا إليها من الكوفة مباشرة ، ومن قم بصورة غير مباشرة. ولكنها كانت حاضرة الكلام الإماميّ من يومها الأوّل.
٢ ـ الفكرة الاعتزالي وإن نشأ من نقطة لم يلتق فيها بالفكر الإمامي ، وهي موقف رائدي الاعتزال ; واصل بن عطاء ، وعمرو بن عبيد من مرتكبي الكبيرة وقولهما بالمنزلة بين المنزلتين وبقيت هذه الركيزة هي التي تجمع شتات المعتزلة ، إلاّ أنّ رفض المعتزلة للجبر والتشبيه والتجسيم قد أشرنا سابقاً إلى أنّه مسبوق بمثله عند الإمامية ، إن لم يكن مأخوذاً منهم. وبهذا حكمنا بأنّ الكلام الإمامي كان اصيلاً غير تابع ولا مُسْتَجْد من غيره ، لأنّ الله أغناه بأئمته الطاهرين