فقال عليه السلام : أراد هذا [هشام بن الحكم] الإِثبات ، وهذا [هشام ابن سالم] شبّه ربّه تعالى بمخلوق ، تعالى الله الذي ليس له شبيه ، ولا عَدْل ، ولا مثل ، ولا نظير ، ولا هو في صفة المخلوقين ، لا تقل بمثل ما قال هشام بن سالم ، وقل بما قال مولى آل يقطين [يونس] وصاحبه [هشام بن الحكم] ...» (١٥٦).
٣ ـ ذكر أصحاب المقالات : انّ هشام بن سالم الجواليقي واصحابه كانوا يقولون :
«إنّه تعالى على صورة الإِنسان ، أعلاه مُجوَّف وأسفله مُصْمَت ، وهو نور ساطع يتلألأ بياضاً ، وله حواس خمس كحواس الإِنسان ، ويد ، ورجل ، وأنف ، وأُذن ، وفم ، وله وَفْرَةٌ سَوْداء هي نور أسود [إذ كان كلّه نور ، فجسمه نور أبيض ، ووَفْرَتُه نور أسود!] لكنّه ليس بلحم ولا دم» (١٥٧).
وأثبتوا له كلّ عضو من أعضاء الإِنسان (إلاّ الفَرْجَ واللحية) (١٥٨).
«وأنكروا مع ذلك أن يكون جسماً» (١٥٩).
وذكروا أنّ هذا كان رأي مؤمن الطاق ، وعليِّ بن ميثم (١٦٠).
لكنّ الشهرستاني والصفدي حكيا عن مؤمن الطاق أنّه كان يقول :
«إنّ الله تعالى نور على صورة إنسان ربَّانيّ» ونفى أن يكون جسماً ، لكنّه
__________________
معانيها ، لأنّ إثبات الدلالة يلزم منه التجسيم والتشبيه ، وقد جاء هذا المعنى ، أي نفي الابطال في كثير من احاديث الامامية ، وهذا هو المقصود من التعطيل والمعطّلة كالجهمية.
(١٥٦) الكشي / ٢٨٤ ـ ٢٨٥ ، مجمع الرجال ، ٦ / ٢٣٧.
(١٥٧) مقالات الاسلاميين ، ١ / ١٠٥ ، ٢٥٩ ، الشهرستاني ، ١ / ١٨٥ ، الفرق بين الفرق / ٥١ ، ٣٢٠ ـ ٣٢١ ، الانساب ، الورقة ٥٩٠ / ب ، اللباب ، ٣ / ٣٨٩ ، منهاج السُّنَّة ، ١ / ٢٠٣ ، ٢٥٩ ، ومصادر اخرى.
(١٥٨) المقريزي ، الخطط ، ٢ / ٣٤٨ ـ ٣٤٩.
(١٥٩) ابن ابي الحديد ، ٣ / ٢٢٤.
(١٦٠) ابن ابي الحديد ، ٣ / ٢٢٤ ، الحور العين / ١٤٩.