الأجسام فيها دلالة على أنّها حادثة مخلوقة غير قديمة!
ولكن هذا الكتاب ككتب هشام الأُخرى ، وكعامة كتب علماء الإِمامية في القرون الأربعة الأُولى لم تصلنا ، وان من يرجع إلى الفهرستين الشهيرين لكتب الإماميّة ، فهرست شيخ الطائفة الطوسي ، وفهرست النجاشي يجد أنّ تسعين بالمائة من ألوف الكتب الواردة أسماؤها فيهما قد ضاعت ، ولم يبق منها أيّ أثر سوى أسمائها المذكورة في الفهارس. وقد شرحت بعض أسباب ذلك عند ما ترجمت لشيخ الطائفة الطوسي في مقدمة توحيد الكافي ، واستعرضت مكتبته الشهيرة التي أحرقها الخصوم عدّة مرات ، كما أحرقوا غيرها من المكتبات!
فلم يبق أمامنا أيّ طريق إلى دراسة هشام من خلال كتبه الكثيرة التي ألّفها سوى الاهتداء من عناوينها إلى موضوعاتها ، ومن هذا البصيص الضئيل من النور الاهتداء إلى الآراء التي استعرضها المؤلف فيها ، ومن دراسة كتب هشام نستطيع أنْ نحكم بأنّه ناهض الزنادقة وردّ عليهم ، وناهض أصحاب الاثنين ، وناهض المادّية التي كانت قائمة يومذاك ، والتي كان يُعبّر عن معتنقيها بأصحاب الطبايع. ولكنّا مع كل هذا نجد في الخصوم من يتهمه واصحابه بالزندقة ، ومن يتّهمهم بانّهم انما اخذوا عقائد من اصحاب الاثنين!!
٥ ـ ما سيأتي في ترجمة هشام بن سالم من ان هشام بن الحكم انّما كان يعارضه لأنّ آراءه التي اعتمد فيها على أحاديث أما غير صحيحة ، أو أنّه لم يفهمها على الوجه الصحيح ، ويتّهمه بأنّ هذه الآراء إنّما تنتهي إلى القول بالتجسيم ، وأنّ هشام بن الحكم كان ينفي التجسيم.
١٨ ـ ابو محمد ، هشام بن سالم الجواليقي ، الكوفي :
قال عنه المترجمون له من الإِماميّة : «كان هشام بن سالم مولى بشر بن