السلام ، وتبيّن له خطؤه فيه (٩٠).
وجهم بن صفوان ، كما هو المعلوم من مذهبه ، كان يعارض التجسيم والتشبيه إلى أبعد الحدود ، وكان مذهبه في صفات الله تعالى مذهب المعتزلة في نشأته الأولى ، فإنّه كان معاصراً لواصل بن عطاء وعمرو بن عبيد رائدي الاعتزال وزعيميها ، ولم ينقما عليه إلاّ القول بافناء الجنّة والنار ، وانّ النعيم والعذاب لا يخلدان ، ونقما عليه قوله بالإِرجاء ـ لا بالمنزلة بين المنزلتين ، الذي هو رأيهما في مرتكب الكبيرة ـ (٩١) ولكن نقطة خلاف الرئيسة بينه وبين المعتزلة باجمعهم هي قوله بالجبر ، وقولهم بالقدر إذ في المعتزلة المتأخرين من كان يقول بالإِرجاء ، وفيهم من كان يقول بفناء الجنّة والنّار (٩٢).
لكنّهم كلّهم يتّفقون على القول بالقدر ونفي الجبر. ولأجل هذا عده الشهرستاني ممّن «نبغ من المعتزلة أيّام نصر بن سيّار وأظهر بدعته [عن آراء المعتزلة] في الجبر» (٩٣).
ومن تأثر هشام بن الحكم بآراء جهم ، قوله عن الله سبحانه : «هو جسم لا كالأجسام» ـ كما سيأتي ـ فإنّه قول جهم بن صفوان ، كما يحكي الأشعري أنّه كان يقول : «إنّ الله جسم» ويقول : «إنّ معنى الجسم هو الموجود» (٩٤).
وهذا نفس ما حكي عن هشام. ومن ذلك انه حكي عنه انه كان يقول :
__________________
(٩٠) الكشي /٢٥٦ ـ ٢٥٧، مجمع الرجال، ٦/٢١٦ ـ ٢١٧، «ابن» النديم، الفهرست «ط مطبعة الاستقامة، القاهرة /٢٥٧» «ط تجدد، طهران /٢٢٤ الهامش، وهذه الاخيرة هي التي ارجع اليها عموماً» المناقب، ٤/٢٤٤.
(٩١) ابن المرتضى، المنية والأمل /٢٣، ١٠٧، وانظر: البلخي، ذكر المعتزلة /٦٧، القاضي عبدالجبار، فصل الاعتزال /٢٤١.
(٩٢)
(٩٣) الملل والنحل، ١/٣٢، راجع: دائرة المعارف الاسلامية ـ بالانجليزية ـ الطبعة الحديثة، ٢/٣٨٨، والمختصرة /٨٢ ـ ٨٣، والمصادر المشار إليها فيهما.
(٩٤) مقالات الاسلاميين، ١/٢٦٩ ـ ٢/١٦٤.