التي ألّفها المتكلّم والعالم الإِماميّ الشهير ، الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري (ح ١٩٥ / ٨١١ ـ ٢٦٠ / ٨٧٣) كتباً يردّ فيها على الفلاسفة. والفضل يسلسل اساتذته إلى أنْ ينتهي بهم إلى هشام بن الحكم (٨٩).
١١ ـ من تناظر معهم هشام من المعتزلة :
وانما عنيت بهشام بن الحكم وبعده بهشام بن سالم ، لأنّ خصوم الإِماميّة قد جعلوا منه الثغر الذي حاربوا منه الامامية بكلّ ما لهم من حول وطول ، ووجهوا إليه ، وعن طريقه إلى الامامية ، كلّ ما امكنهم من الطعن والذم والتجريح ، والتحامل وسوء القول ، ونسبوا إليه ما صح ـ وما أقلّ ذلك ـ وما لم يصحّ ، وهو الأكثر ، بل ونسبوا إليه الاراء المتناقضة ومنت عجيب أمر هؤلاء الخصوم انّا نجدهم قد ألقيت بينهم العداوة والبغضاء منذ نشأة الفرق التي ينتمون اليها ، وإلى يومنا هذا وأرجو الله أنْ لا تستمر ، فهم متنافرون متخاصمون بعضهم مع بعض على اشد ما تكون المنافرة والخصومة ، وينسب كلّ منهم إلى الآخر ما لا ينسبه المسلم إلى مَنْ يراه أخاً له في الدين ، وكلنّهم نجدهم قد جمعتهم العداء والخصومة للامامية عامة ولهشام وأمثاله خاصة ، فهم يصدّق بعضهم بعضاً ، ويشدّ بعضهم أزر بعض.
والعداء لهشام بن الحكم بدأ من المعتزلة ، وهم الّذين خاصمهم هشام فيمن خاصم ، وهم الذين نسبوا إليه ما نسبوا ، ـ وسيأتي ذكر هذا ـ ، واقل ما ينسبه خصوم المعتزلة اليهم ، امثال عبدالقاهر البغدادي ، والملطي ، وابن حزم ، والاسفراييني ، وابن تيمية ، وزميلة الذهبي ، وتلميذه ابن قيِّم الجوزية ، وابني كثير وحجر ، الابتداع الشديد ، والكذب ، وعدم الثقة بهم وبما يحكونه ، بل نسبوا إليهم انّهم جعلوا الكذب والافتراءِ ديناً لهم ، وانّهم لم يكونوا يتقيّدون
__________________
(٨٩) راجع ترجمة الفضل بن شاذان في المدخل للترجمة الانجليزية لكتاب التوحيد، من الكافي.