«المُشبِّهة والمُجسِّمة في غير أصحاب الإمام أحمد أكثر منهم فيهم ، فهؤلاء أصناف الأَكراد ، كلّهم شافعيّة ، وفيهم من التشبيه والتجسيم ما لا يوجد في صنف آخر ، وأهلُ جيلان فيهم شافعيّة وحنبليّة ، وأمَّا الحنبلية المَحْضَة فليس فيهم من ذلك ما في غيرهم ، والكَرَّاميّة كلُّهم حنفية» (٥).
ولسْتُ أقرُّ ابن تيميّة على ا دفاعه عن أهلِ مذهبه ولكنّي أسكت عنه.
ومعذرةٌ إلى إخواننا الأَكراد الّذين قال فيهم ابن تيميّة ما قال ، فإنّ هم يعرفونه كما أعرفه ، وأمّا أهلُ جيلان فقد زالت عنهم الشافعيّة والحنبليّة منذ قرون ، وهم اليوم كلّهم شيعة إماميّة.
٤ ـ نماذج مختارة :
وكنموذج لِما أشار إليه ابن الجوزي في كلامه عن المحدِّثين أختار ثلاثة لم يكونوا من الحنابلة الصرحاء ، وأُقدّم لكلّ منهم بعض الترجمة كي لا يتّهمني منّهم بأنّي عثرت على مغمورين خاملين لم يكونوا ذوي شأن عند المحدِّثين :
١ ـ إسحاق بن إبراهيم بن مَخْلَد بن إبراهيم ، أبو يعقوب الحنظلي المروزي ، ابن راهويه النيسابوري (١٦١ / ٧٧٨ ـ ٢٣٨ / ٨٥٣).
* قال الخطيب : كان أحد أئمّة المسلمين ، وعلماً من أعلام الدين ، اجتمع له الحديث والفقه ، والحفظ والصدق ، والورع والزهد ، ورحل إلى العراق ، والحجاز ، واليمن ، والشام ، ... وورد بغداد وجالس حفّاظ أهلها ، وذاكرهم ، وعاد إلى خراسان فاستوطن نيسابور إلى أنْ توفّي بها ، وانتشر علمه عند الخراسانّيين.
وهكذا قال المزي والسبكي.
__________________
(٥) المناظرة في العقيدة الواسطية، مجموعة الرسائل الكبرى، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، ط ٢: ١٣٩٢ / ١٩٧٢، ١ / ٤١٨.