وإن يكن فعلا ، ولم يكن دعا |
|
ولم يكن تصريفه ممتنعا (١) |
فالأحسن الفصل ب «قد ، أو نفي ، او |
|
تنفيس ، او لو» ، وقليل ذكر «لو» (٢) |
إذا وقع خبر «أن» المخففة جملة اسمية لم يحتج إلى فاصل فتقول : «علمت أن زيد قائم» من غير حرف فاصل بين «أن» وخبرها ، إلا إذا قصد النفي فيفصل بينهما بحرف النفي كقوله تعالى : (وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(٣).
__________________
مجزوم بلم ، والفاعل : ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا ، والجملة : لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وأنت : الواو : حالية ، أنت : ضمير منفصل مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ ، صديق : خبر مرفوع بالضمة وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب على الحال من التاء في سألت.
الشاهد فيه : قوله «أنك» فقد خففت «أنّ» وبرز اسمها وهو شاذ أو ضرورة عند النحاة الذين يرون أن يكون اسمها ضمير الشأن محذوفا ، ويجيز بعضهم أن يكون ضميرا عائدا إلى مذكور في الكلام. وقد رأيت الشارح يوجب أن يضمر اسمها وأن يكون خبرها جملة ، فإن برز اسمها شذوذا أو للضرورة فقد يكون الخبر جملة ، وقد يكون مفردا كقول جنوب بنت العجلان ترثي أخاها :
بأنك ربيع ، وغيث مريع |
|
وأنك هناك تكون الثمالا |
(١) يكن : فعل مضارع ناقص فعل الشرط مجزوم بإن ، واسمه : ضمير مستتر جوازا تقديره : هو يعود إلى الخبر ، فعلا : خبر يكن ، دعا : خبر يكن الثانية وقد قصره للوزن ، واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى الفعل.
(٢) فالأحسن : الفاء رابطة لجواب إن في البيت السابق ، الأحسن : مبتدأ ، الفصل : خبر ، بقد : الباء : حرف جر متعلق بالفصل ، قد (قصد لفظه) : مجرور بالباء ، قليل : خبر مقدم ، ذكر : مبتدأ مؤخر ، لو : مضاف إليه.
(٣) قال تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) هود (١٣ و ١٤) ، والشاهد في قوله : «أن لا إله إلا هو» أن : مخففة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، وجملة : لا إله إلا هو الاسمية في محل رفع خبر إن ، وقد فصل بينهما حرف النفي.