فماء : منصوب على المعية (١) ، أو على إضمار فعل يليق به ، والتقدير «وسقيتها ماء باردا» وكقوله تعالى : (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ)(٢) فقوله تعالى (وَشُرَكاءَكُمْ) لا يجوز عطفه على «أمركم» لأن العطف على نية تكرار العامل ؛ إذ لا يصح أن يقال : «أجمعت شركائي» وإنما يقال : «أجمعت أمري ، وجمعت شركائي» فشركائي منصوب على المعية ، والتقدير ـ والله أعلم ـ فأجمعوا أمركم مع شركائكم ، أو منصوب بفعل يليق به ، والتقدير «فأجمعوا أمركم واجمعوا شركاءكم».
__________________
ولا يصح جعل الواو عاطفة ـ بدون تأويل علفتها ـ لانتفاء المشاركة بين التبن والماء في العلف. باردا : صفة لماء منصوب. حتى : ابتدائية. غدت : غدى فعل ماض ناقص بمعنى صار مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. والتاء للتأنيث. واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. همالة : خبر غدت منصوب بالفتحة. عيناها : فاعل همالة مرفوع بالألف لأنه مثنى ، وحذفت نونه للإضافة. وها : مضاف إليه وجملة غدت ـ لا محل لها من الإعراب.
الشاهد : في قوله : وماء : حيث لم يمكن عطفه على ما قبله فتعين نصبه بإضمار فعل يناسبه.
تقديره : وسقيتها. ويمكن عطف ماء على تبنا بعد تأويل علفتها بفعل يصح تسلطه على المعطوف والمعطوف عليه. كأنلتها.
(١) رأى الشارح في نصب «ماء» على المعية مردود لأن النصب على المعية ممتنع كالعطف إذ الماء لا يشارك التبن في معنى العلف ولا زمانه. ذكره ابن هشام ، والعلامة الخضري.
(٢) الآية ٧١ من يونس وهي «وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ : يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ.»