والجمع والتذكير والتأنيث ، تقول : نعم الرجل زيد ، ونعم الرجلان الزيدان ، ونعم الرجال الزيدون ، ونعمت المرأة هند واعلم أنّه يجوز نعم المرأة هند (١) وإن كان لا يجوز : قام المرأة ، لأنّ نعم غير متصرّف ، بخلاف قام ، وإنّما وجب مطابقة المخصوص للفاعل ، لأنّ المخصوص عبارة عن الفاعل ، ولمّا كان المخصوص لا بدّ وأن يكون مطابقا لفاعل نعم أو بئس ، وجب تأويل ما جاء على خلافه مثل قوله تعالى : (بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا)(٢) لأنّ المخصوص هو الذين كذّبوا وهم غير مطابقين لمثل القوم الذي هو الفاعل ، لأنّهم ليسوا من جنس المثل ، لأنّ المثل هو القول الوجيز ، والذين كذّبوا ليسوا بقول وجيز ، وتأويله على حذف المضاف أي بئس مثل القوم مثل الذين كذّبوا (٣).
ومما يناسب بئس ، ساء (٤) وهي مثل بئس معنى واستعمالا فحكمها حكمها ، وقد تستعمل على غير ذلك كقولك : ساءني ما صنعت (٥).
والمخصوص قد يعلم فيجوز حذفه (٦) كقوله تعالى : (إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ)(٧) بعد أن تقدّم ذكر أيوب فعلم أنّ المراد نعم العبد أيوب ، وكذلك قوله تعالى : (وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ)(٨) أي فنعم الماهدون نحن يدلّ عليه سياق الكلام (٩).
__________________
(١) الكتاب ، ٢ / ١٧٨.
(٢) من الآية ٥ من سورة الجمعة.
(٣) اكتفى أبو الفداء بتوجه من توجيهين ذكرهما الزمخشري في المفصل ، ٢٧٥ ، قال عن الثاني : ورؤي أن يكون محل الذين مجرورا صفة للقوم ، ويكون المخصوص بالذم محذوفا ، أي بئس مثل القوم المكذبين مثلهم. وانظر شرح الوافية ٣٧٦ وإيضاح المفصل ، ٢ / ١٠٤ وشرح المفصل ، ٧ / ٣٨ وتفسير النسفي ، ٤ / ١٩٢.
(٤) الكافية ، ٤٢٢.
(٥) شرح الوافية ، ٣٧٦.
(٦) الكافية ، ٤٢٢.
(٧) من الآية ٤٤ من سورة ص. وقبلها : واذكر عبدنا أيوب ... ص الآية ٤١.
(٨) من الآية ٤٨ من سورة الذاريات.
(٩) شرح الوافية ، ٣٧٧.